لقيام الليل أهمية كبيرة للمسلم عموما وللطالب خصوصًا، حيث قال بعض السلف :(أنها يهوّن طول القيام يوم القيامة) لذا ينبغي للمسلم مداومة قيام الليل مدى حياته، وأن لا يتركها إلا لعذر.
قيام الليل من أفضل الصلاة بعد المكتوبة، قاله النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل في قوله:(…الصلاة في جوف الليل) يدل هذا الحديث على أهمية قيام الليل، فعلى المسلم أن يهتم به اهتماما كبيرا ويعتني به عناية فائقة.
خاصة طالب العلم، لأن قيام الليل مفتاح للقلوب، ومعين للطالب، ووقت للطالب لحفظ ما صعب عليه، كما قال جلّ وعلى:(قم الليل إلا قيلا نصفه أو انقص منه قليلًا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا).
ومن أهمية قيام الليل؛ الحصول على أجر عظيم قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّه).
من أهمية قيام الليل، أن النبي صلى الله عليه وسلم حرضّ أصحابه إليها في قوله: (نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل ). فلما سمع عبد الله هذه الكلمة ماترك قيام الليل لا في الحضر ولا في السفر ولا في غزوة ولا في حرب، كذلك جميع أصحاب النبي لم يتركوا قيام الليل في جميع أحوالهم لأهميتها، ونحن أولى بذلك لأن زمن هؤلاء الصحابة أفضل وأصلح من زمننا هذا بكثير، فينبغي للمسلم لا سيَّما طالب العلم أن يكون له نصيب وافر في قيام الليل، لأنه من الأوقات الثمينة، صعب الوجود، إنه وقت نزول الإله، فالرب عزوجل ينزل ويقول: (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني أغفر له؟ حتى يطلع الفجر).
من خلال معرفة معجزات قيام الليل لابد من التطرق لكيفية صلاتها وعدد ركعاتها :
ما هو قيام الليل؟
هي صلاة قيام الليل صلاة نافلة و هي الصلاة التي يُصلّيها المسلم بنيّة التقرّب إلى الله جلّ و علا، و هذه الصلاة هي من الصلوات التي مدح الله جلّ و علا أهلها، و حثّ عليها النبي محمد صلى الله عليه و سلّم على قيامها، و الدليل على فضلها قوله صلى الله عليه و سلم (ينزلُ ربُّنا تباركَ و تعالَى كلَّ ليلةٍ إذا مضَى ثلثُ اللَّيلِ الأوَّلُ يقولُ: أنا الملِكُ، أنا الملِكُ، من ذا الَّذي يسألُني فأُعطيَه؟ من ذا الَّذي يدعوني فأستجيبَ له؟ من ذا الَّذي يستغفرُني فأغفرَ له؟ فلا يزالُ كذلك إلى الفجرِ ).
كيفيّة صلاة قيام الليل ؟
صلاة قيام الليل من النوافل المستحبّ أن يواظب عليها المرء المسلم، و هذه الصلاة كباقي النوافل تصلى ركعتين ركعتين، و قد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ عن صلاةِ اللَّيل، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ: (صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى، فإذا خشِيَ أحدُكُمُ الصُّبحَ، صلَّى رَكْعةً واحدةً، توترُ لَهُ ما قد صلَّى)، و قد ورد عنه صلى الله عليه و سلّم أنّه صل إحدى عشرة ركعةً في الليل، و يمكن للمسلم أن يصلّي ما شاء من الركعات حيث ورد عن الصحابة أنّهم كانوا يصلون قيام الليل في عشرين ركعة.
ما هو وقت صلاة قيام الليل ؟
يبدأ وقت صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء و حتى طلوع الفجر، و يُفضّل أن يُصلّيها المسلم في الثلث الأخير من الليل؛ لأنّ هذا الوقت هو الوقت الذي ينزل فيه الله عزّ و جل إلى السماء الدنيا فينشر رحمته، و عفوه، و مغفرته لأهل قيام الليل، فيجيب الدعوات و يحقّق الرغبات و يغفر الزلات.
ما هو فضل صلاة قيام الليل ؟
لصلاة قيام الليل فضلٌ كبير يعود على المصلّي، و من هذه الفضائل: عبودية و شكر لله، فمن حافظ على صلاة قيام الليل كُتب عند الله من العباد الشاكرين لله. دخول الجنة و الفوز برضى الله، فمن يحافظ على صلاة قيام الليل ينال رضى من الله و محبّته و قربه. تكفير الذنوب و الخطايا، فالله جلّ وعلا ينزل إلى السماء الدنيا في وقت قيام الليل”.