حرب الرمال بين الجزائر والمغرب
لطالما كان قيام المغرب العربي موحداا، غاية يرجى تحقيقها، سواء على المستوى الجماهيري أو على المستوى الرسمي، فقد كانت كل المقومات والظروف تقود إلى ربط شعوب المنطقة بمشروع الوحدة المغاربية، الذي عمل أبناء الأقطار المغاربية منذ فترات على الكفاح ضد المستعمر من أجل تكريسه كواقع.
ولكن بعد استقلال الجزائر كان من المفروض أن تحقق طموحات وآمال الشعوب المغاربية، لتعيش في كنف واحد بعيدا عن الحواجز، لكن ظاهرة الحدود التي أوجدها المستعمر على أرض كل من الجزائر والمغرب، حالت دون ذلك من رغبات الناس من التواصل بين أبناء الوطن المغاربي الواحد، لأنه مع كل الأسف قضية الحدود المزعومة بين البلدين حطمت آمال وطموحات الشعب المغربي والجزائري، وجرتهم إلى حرب 1963م سميت بحرب الرمال، التي شكلت محور الأزمة، التي عانت منها المنطقة كثيرا، بل تعتبر من تلك العقد المتراكمة سلباا على العلاقات الجزائرية المغربية.
أسباب اندلاع حرب الرمال
ساهمت عدة عوامل في اندلاع الصراع بين المغرب والجزائر.
فبعد استقلال الجزائر سنة 1962 عاد المغرب لیفتح ملف الحدود، لكن بتغیر الأوضاع السیاسیة في الجزائر وانسحاب أعضاء الحكومة المؤقتة، اعتبرت حكومة بن بلة نفسها غیر ملزمة باحترام التزامات هذه الأخیرة وأعلنت تبنیها بمبدإ قادسیة الحدود الموروثة عن الاستعمار الشيء الذي لم يرق الجانب المغربي المتمسك بالمبدأ الذي يرتكز على “الحقّ التاريخي” استنادا على امتدادات تاريخية قديمة ومناطق تابع للحكم في الماضي ترجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر حينما كانت هذه الأخيرة تحت الحكم العثماني.
بداية حرب الرمال
دخل الأشقاء في حرب دامیة استمرت لأكثر من أسبوعین من 19 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 1963، سمیت بحرب الرمال لوقوعها في الصحراء، وجرت عدة معارك بین الجیش الجزائري والمغربي في حاسي البیضاء وعین تینفوشي وبوعرفة وبني ونیف وتانجدوب وغیرها من المناطق، واستولى الجیش المغربي مؤقتا على بعض الأراضي الجزائرية كما شهدت واحة تندوف وفكيك اشتباكات واقتتالات عنيفة جدا أدت إلى إراقة الكثير من الدماء لدى الجانبين.
نتائج حرب الرمال
انتهت حرب الرمال مخلفة وراءها فجوات بين البلدين وخسائر فادحة، لقد دفع ثمن هذه العملية شعبين تربطهما أواصر الأخوة والدم، خسائر في العتاد العسكري بملايين الدولارات والأرواح وأسرى من الطرفين ولا توجد إحصائيات دقيقة عن العدد الفعلي غير أن التصريحات الهامشية تشير إلى سقوط المئات من الجنود الجزائريين والعشرات من الجانب المغربي.
المنتصر في حرب الرمال
تضاربت الآراء حول من المنتصر في حرب الرمال هل المغرب أن الجزائر، الإحصائيات تجيب: فبلغة الأرقام فإن المغرب هو المنتصر بالنظر إلا عدد القتلى في الجانب الجزائري وحجم الخسائر في العتاد العسكري، أما الجزائر فقد فازت بحرب الرمال في الجانب الدبلوماسي لأن الأراضي التي كانت موضوع نزاع قبل الحرب أصبحت بعد الحرب جزائرية.
نهاية حرب الرمال
انتهت حرب الرمال في نوفمبر من سنة 1963 بعد مساع دولية واسعة عربية و اجنبية اما التبعات الثفافية و الاجتماعية و السياسية فلاتزال الى حدود اليوم و يتجلى ذلك في القطيعة الديبلوماسية منها غلق الحدود منذ سنة 2021 و غلق المجال الجوي في وجهة الطائرات التي تحمل رقم تسلسلي مغربي و تأزيم الثقافة و اثارت الفتنة بين الشعبين الشقيقين عن طريق الدعاية المضادة التي تنهجها المنابر الإعلامية للبلدين.