خلف الاحتلال الفرنسي مشاكل عديدة بين الدول الافريقية حول قضية الحدود، حيث نجم عنه صراع كبير بين هاته الدول، وخلق أزمات عديدة بينها فقد كانت الدول المتجاورة هي أكثر الدول عرضة للنزاعات الحدودية ويكون ذلك نتيجة لكون تطور الدولة وتوسعها يتم عن طريق الميل إلى التوسع على حساب جاراتها، وفي هذا الصدد تميزت العالقات السياسية بين المغرب و الجزائر منذ القديم بالتوتر و الصراع في كثير من الأحيان, ويمكن أن نعزي ذلك بالدرجة الاولى إلى أطماع الطرفين في المناطق الحدودية الواقعة بينهما والاحلام التوسعية لكل منهما على حساب الاخر وقد بقي الغموض والترقب يكتنف العالقة السائدة بين الجارين ، فبالرغم من الروابط التاريخية والخضارية الكثيرة القائمة بينهما ومقومات تكاملهما الا أن الطابع الغالب على عالقتهما هو التوتر والحذر
من هي اقدم دولة المغرب ام الجزائر
المغرب كبلد إفريقي و عربي له اصول تاريخية متجدرة في عمق القارة السمراء، تمتد لازيد من 12قرن فهو حاضن لحضارات متعددة ساهمت في بناء التاريخ القديم والحديث بل ان النظام الحاكم في المغرب يعتبر من اقدم الاسر الحاكمة في العالم حيث صعدت الاسرة العلوية الى الحكم سنة 1666 ميلادية على يد مولاي علي الشريف و أبنائه , و على النقيض فان الجزائر تعتبر دولة هجينة من صنع الاستعمار الفرنسي و المد العثماني على مدى السنين وهذا ما يعرفه الصغير قبل الكبير ولا يحتاج إلى تأكيد
مناطق جزائرية كانت تحت الحكم المغربي
تعرض عدة مقالات اجنبية تاريخية خضوع مناطق مهمة وشاسعة من الغرب الجزائري للاحتلال المغربي وذلك قبل خضوع الجزائر للاستعمار الفرنسي و بالضبط في الفترة الممتدة بين سنتي 1830 و 1832 و نتحدث هنا عن مدينة تلمسان و نواحيها وبالعودة إلى سجلات التاريخ، فإن تلمسان هي الاقدم من حيث التبعية للأنظمة الحاكمة بالمغرب و ليست الأوحد فقد قررت مبايعة ادريس الأول و الدخول في حكم دولته ينة 788 ميلادية.
الخروج المغربي من بلاد تلمسان جاء بعد ضغط من الجيش الفرنسي الذي كان يستعد لبسط سيطرته الكاملة على الجزائر
الحدود المغربية الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي
ان الحديث عن الحدود المغربية الجزائرية يتطلب الرجوع لفترات متأخرة من تاريخ المغرب أي قبل الاستعمار فجميع الوثائق و الخرائط التاريخية تؤكد ان حدود المغرب مع الجزائر التركية آنذاك كانت تضم بشار وتوات وعين صالح والساورة، باعتبارها تراباً ومناطق مغربية بل ان حدود المغرب كانت تتصادم وحدود دولة تونس فسلطان المغرب على التراب الصحاروي الشرقي و الجنوب الشرقي كان متجذرا بعمق وهذا ما تم تأكيده عن طريق الظهائر و الطوابع العلوية التي كان يحملها الصحراوييون
الحدود المغربية الجزائرية بعد الاستعمار الفرنسي
بعد تيقن فرنسا من بسط سيطرتها على الجزائر بدات في السعي للانتشار شرقا و غربا على حساب جيرانها , و بذلك تمكنت من زيادة مساحتها على حساب التراب المغربي الذي كان يعاني من تخبطات جمة و بهذا استطاع المستعمر الغاشم ضم الصحراء الشرقية المليئة بالخيرات الاحفورية كالغاز و النفط
فهذه الأراضي المستاصلة من التراب المغربي اعتبرها الجانب الفرنسي جزءا من أراضيه على اعتبار ان الجزائر هي مجرد ضفة أخرى لفرنسا وتكملة لأراضيها المتواجدة بالقارة السمراء , ليس المغرب وحده من عانى من هذا الاستيلاب بل أيضا تونس و ليبيا كانتا ضحايا المد الفرنسي بالقارة الافريقية